شهدت ظاهرة استعمال النيكوتين بين لاعبي كرة القدم في مصر تزايدًا ملحوظًا في الفترة الأخيرة، ما أثار قلق المختصين والرياضيين على حد سواء، حيث كشف الناقد الرياضي وليد ماهر في تحقيق نشره موقع الدقهلية نيوز عن انتشار هذه المادة بين عدد كبير من اللاعبين، خصوصًا في الأندية الجماهيرية، مما يشكل خطرًا جديدًا على صحة اللاعبين ومستقبل الرياضة في البلاد.
انتشار النيكوتين بين اللاعبين وأسبابه
تشير تقارير وليد ماهر إلى أن ظاهرة استخدام أكياس وعلب النيكوتين بين لاعبي كرة القدم تحولت إلى مشكلة متفاقمة، إذ لا يوجد توقيت محدد لتناولها فبعض اللاعبين يستهلكونها قبل التمرين أو بعده، أو حتى بعيدًا عن أوقات التدريب واللعب تمامًا، وهذا الاستخدام المتكرر يساهم في نشرها بشكل أكبر داخل أروقة الفرق والأندية، بما فيها لاعبين دون سن 18 عامًا، رغم تحذيرات العبوة التي تشير إلى أنها مخصصة لمن تجاوزوا هذا العمر.
تأثير أسعار علب النيكوتين في زيادة الاستهلاك
وفقا لما ذكره وليد ماهر، فإن علب النيكوتين تتوفر بأسعار متفاوتة تتراوح بين 300 جنيه و2000 جنيه، وهو عامل يعزز من قبول اللاعبين على شرائها وتجربتها، خاصة أن هذه المنتجات صممت أصلاً لمساعدة المدخنين على الإقلاع عن التدخين، إلا أن لاعبي كرة القدم استغلوا خصائصها المختلفة ونكهاتها المتنوعة، ما يصعب الكشف عن متعاطيها داخل الفرق، وهناك نادي جماهيري رفض الكشف عن اسمه، يتناول أكثر من خمسة عشر لاعبًا من صفوفه هذه العلب.
المخاطر الصحية والجهات الرقابية
يرى بعض اللاعبين أن النيكوتين يحسن من مزاجهم ويمنحهم إحساسًا معينًا بالرغبة، مما يجعلهم يصرون على استخدامه، رغم ما يحذره الخبراء من تأثيراته الصحية السلبية على المدى الطويل، حيث يمكن أن تؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة مع مرور الوقت، كما أوضح وليد ماهر أن المنظمة الوطنية لتحليل المنشطات لا تصنف النيكوتين كمنشطات محظورة، الأمر الذي يزيد من خطورة الانتشار دون رقابة شديدة أو إجراءات ردعية.
كيف يساهم لاعبو الكرة في انتشار النيكوتين؟
يؤكد وليد ماهر أن اللاعبين هم أنفسهم الذين يسهمون بشكل مباشر في انتشار هذه الظاهرة، عبر استهلاكهم وتداولهم بين بعضهم، مما يعكس ضعف الرقابة والإجراءات داخل الأندية، كما أن بعض اللاعبين تحت السن القانونية يمارسون استخدام النيكوتين، وهو ما يزيد من تعقيد الموقف ويستدعي تحركًا عاجلًا لمنع تفاقمه حفاظًا على صحة اللاعبين ومستقبل الرياضة.
يظل تصاعد استخدام النيكوتين بين اللاعبين تحديًا جديدًا يضاف إلى المشاكل الصحية والبدنية التي تواجه الرياضة المصرية، ما يتطلب تدخل الجهات المختصة والحكومية وكذلك الأندية لتوعية اللاعبين، وتطبيق إجراءات أكثر صرامة للحد من هذه الظاهرة التي تهدد الصحة العامة ومستقبل الأجيال القادمة.