حكاية 7 مواسم شهدت إلغاء الهبوط في الدوري المصري.. دوافع متعددة ودور بارز للأندية الجماهيرية

إلغاء الهبوط في الدوري المصري، ظاهرة ارتبطت بتاريخ الكرة المصرية وارتبطت بأحداث رياضية وسياسية فارقة كان لها أثر مباشر على قرارات اتحاد الكرة عبر العقود، حيث شهد الدوري عبر تاريخه الطويل عدة مناسبات تم فيها اتخاذ قرار استثنائي بإلغاء الهبوط، وهو ما أثار تساؤلات جماهيرية واسعة في كل مرة تحدث فيها هذه الظاهرة، واليوم يستعرض موقع الدقهلية نيوز أبرز هذه المواسم وأسبابها، مع تحليل لتأثيرها على الكرة المصرية.

ما هي قصة المواسم السبعة التي أُلغي فيها الهبوط بالدوري المصري؟

تميزت بعض المواسم في تاريخ الدوري المصري الممتاز بقرارات استثنائية جعلت أندية تعاني في المراكز الأخيرة تواصل مسيرتها بين الكبار، بعكس معظم دوريات العالم التي يعتبر الهبوط والصعود فيها ثابتين، فقد تكررت هذه القاعدة في الكرة المصرية سبع مرات مختلفة لأسباب متنوعة أبرزها الأزمات السياسية، والأحداث الرياضية الكبرى، أو التغيرات التنظيمية التي شهدها الدوري عبر تاريخه.

مواسم إلغاء الهبوط في الدوري المصري

يمثل قرار رابطة الأندية الأخير لإلغاء الهبوط في موسم 2024-2025 استمراراً لسلسلة مواسم تاريخية اتُّخذ فيها قرار مماثل، وكانت تلك المواسم كالتالي:

1. موسم 1950-1951: الترام واستقرار الدوري بحجة الأولمبياد
   استهلت هذه الظاهرة موسم 1950-1951 عندما تم الإبقاء على فريق الترام رغم حلوله في قاع جدول الترتيب، وارتبط القرار باستعداد المنتخب المصري للمشاركة في دورة الألعاب الأوليمبية بهلسنكي 1952، في خطوة هدفت إلى الحفاظ على انتظام البطولة وتجنب أي اضطراب في مواعيدها.
2. موسم 1956-1957: المنصورة واستفادة من قرار التوسع
   جاء القرار الثاني بعد عدة سنوات، حيث بقي فريق المنصورة في دوري الأضواء، رغم احتلاله المركز الأخير، بدافع من الاتحاد لزيادة عدد الفرق المشاركة وتعزيز المنافسة ضمن إطار موسع للبطولة.
3. موسم 1961-1962: توزيع الفرق إلى مجموعتين وزيادة تاريخية
   شهد الدوري في هذا الموسم زيادة كبيرة في عدد الفرق حتى بلغ 24 فريقاً، وتبنّى الاتحاد نظام المجموعتين بدلاً من الدوري الموحد، ما أدى إلى إلغاء الهبوط نهائياً، وذلك حفاظاً على نظام التنافس الجديد وسير المسابقة.
4. موسم 1972-1973: عقب نصر أكتوبر وتعزيز الاستقرار الوطني
   في أعقاب انتصار أكتوبر 1973، اتخذت الجهات المسؤولة قراراً بإلغاء الهبوط لدعم حالة الاستقرار الوطني والرياضي، حيث كان الهدف دعم الأندية خلال ظروف البلاد التاريخية، علماً بأن المسابقة لم تُستكمل في الموسم التالي.
5. موسم 1978-1979: الأولمبي ودمنهور يواصلان في الممتاز
   استفادت أندية الأولمبي ودمنهور من قرار اتحاد الكرة بإلغاء الهبوط في هذا الموسم، ليحتفظا بموقعيهما في دوري الكبار رغم تذيلهما للترتيب.
6. موسم 1988-1989: المنيا والمريخ يستفيدان من زيادة الفرق
   كانت أندية المنيا والمريخ أبرز الرابحين في موسم 1988-1989 من قرار إلغاء الهبوط أيضاً، حيث كان الدافع الرئيسي هو الرغبة في زيادة الأندية المشاركة واستمرار سياسة التوسع التنظيمي للدوري.
7. موسم 2010-2011: ثورة يناير تغير المعادلة
   مع اندلاع أحداث ثورة 25 يناير، قرر اتحاد الكرة المصري إلغاء الهبوط حرصاً على استقرار الأندية وتفادياً لأية أزمات مالية أو إدارية قد تنجم عن النزول للدرجة الأدنى، وهو قرار فرضته الظروف السياسية والأمنية الاستثنائية آنذاك.

لماذا تتكرر قرارات إلغاء الهبوط في الدوري المصري؟

تكرار هذه الظاهرة جاء بسبب عوامل عدة، ولعل أبرزها ارتباطها بأندية جماهيرية كبيرة، وضغوط جماهيرية وإعلامية حالت دون هبوط فرق لها تاريخ شعبي كبير، فضلاً عن أحداث سياسية فارقة كالثورات أو الانتصارات الوطنية التي دفعت لاتخاذ قرارات داعمة للاستقرار الكروي، هذا إلى جانب خطط التوسع أو التعديلات التنظيمية التي أقرتها الجهات المسؤولة عند اختلاف نظام المسابقة.

ما هو تأثير إلغاء الهبوط على البطولة والأندية؟

إلغاء الهبوط له تأثيرات كبيرة على الدوري المصري تنعكس في عدة جوانب، منها:

• إتاحة الفرصة لأندية عريقة للبقاء بين الكبار، مما يحافظ على القاعدة الجماهيرية للبطولة.
• زيادة عدد الأندية يؤدي أحياناً إلى زيادة القوة التنافسية، ولكنه قد يؤثر على جودة المباريات نتيجة تراجع مستويات بعض الفرق.
• في حالات الطوارئ السياسية أو الأمنية، يكون هدف القرار هو إنقاذ الاتحاد والأندية من أزمات مالية وتنظيمية تهدد استمرارية النشاط الرياضي.
• قد ينتقد البعض كثرة اتخاذ مثل هذه القرارات، معتبرين أنها تضرب بمبدأ العدالة الرياضية وتعطي أفضلية للبعض على حساب آخرين.

هل يوجد عامل مشترك بين المواسم السبعة التي ألغي فيها الهبوط؟

العامل المشترك بالفعل كان وجود ظروف استثنائية، سواءً كانت سياسية، أو تنظيمية كخطط التوسع، أو تأثير فرق جماهيرية، في كل موسم كان هناك حدث من شأنه هز استقرار المسابقة، ليأتي قرار الاتحاد أو الرابطة بإلغاء الهبوط كحل سريع للحفاظ على الاستقرار.

كيف تأثرت كرة القدم المصرية بعد قرارات إلغاء الهبوط؟

قرارات إلغاء الهبوط دائماً ما تلقي بظلالها على مستقبل البطولة، حيث:

• تحافظ بعض الفرق الجماهيرية على موقعها دون التعرض لخطر الهبوط.
• تشهد المسابقة أحياناً تبايناً في مستوى المنافسات.
• تتضخم قاعدة الفرق المشاركة وقد يؤثر ذلك على توقيتات وجدولة المباريات.
• تزداد حالة الجدل الجماهيري والإعلامي بشأن العدالة التنافسية.

هل تتكرر ظاهرة إلغاء الهبوط في دوريات أخرى؟

رغم أن إلغاء الهبوط يتكرر في الدوري المصري، إلا أن معظم دوريات العالم تعتمد نظام الصعود والهبوط كعنصر ثابت لا يتغير إلا في ظروف استثنائية ونادرة جداً، إلا أن استمرار تكرار هذه القرارات في مصر يعد أمراً خارجاً عن المألوف في الكيانات الرياضية الكبرى حول العالم.

ختاماً، إلغاء الهبوط في الدوري المصري الممتاز كما يستعرض “الدقهلية نيوز”، لم يكن حدثاً عابراً بل تكرر في سبعة مواسم منذ انطلاق البطولة حتى موسم 2024-2025، الأسباب تنوعت ما بين السياسية والتنظيمية، مع بقاء الأندية الجماهيرية العامل المشترك، وستظل قرارات مثل هذه مثاراً للجدل بين مشجعي كرة القدم المصرية بين مؤيد ومعارض للنظام القائم وضرورة التفكير في مستقبل الكرة المحلية لضمان المنافسة العادلة واستقرار المنظومة الرياضية.